عمر اسماعيل
المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 23/08/2008
| موضوع: من هو اليتيم ؟ الإثنين أغسطس 25, 2008 5:02 pm | |
| من هو اليتيم ؟
اليتيم: كما تطالعنا به كتب اللغة هو:
الفرد من كل شيء. يقال: بيت يتيم، وبلد يتيم. ومن الناس من فقد أباه.
ومن البهائم من فقد أمه.
وحيث كانت الكفالة في الإنسان منوطة بالاب كان فاقد الاب يتيماً دون من فقد أمه.
وعلى العكس في البهائم، فإن الكفالة حيث كانت منوطة بالام كذلك كان من فقد أمه يتمياً.
وقد حدد اللغويون نهاية هذا العنوان فقال الليث: اليتيم، الذي مات أبوه، فهو يتيم حتى يبلغ الحلم فإذا بلغ زال عنه إسم اليتم.
وهكذا قال غيره من علماء اللغة.
تحديد عنوان اليتيم
ويتفق الفقهاء مع اللغويين بتحديد اليتيم إلى هذا الحد، فهم يرون أن هذا العنوان يتمشى مع الطفل إلى حد البلوغ الشرعي، والذي تقرره الشريعة المقدسة بظهور واحدٍ من علامات ثلاث:
1 ـ إنهاء الطفل خمسة عشر عام من عمره إذا كان ذكراً، وتسعة إذا كان إنثى.
2 ـ إنبات الشعر على عانته.
3 ـ الإحتلام بخروج المني منه، أو الحيض من الانثى.
حيث تنبىء هذه العلامات بوصوله إلى مدارك الرجال. وحينئذٍ، فينتقل من مرحلة الطفولة، وهي مرحلة عدم المسؤولية إلى مرحلة العبء الإجتماعي، والمسؤولية الشرعية التي تفرض على الرجال البالغين.
ولم يقتصر إطلاق عنوان اليتيم على الطفل قبل بلوغه بل أطلق على البالغين أيضاً، ولكنه إطلاق مجازي، وليس باطلاق حقيقي كما كانوا يسمون النبي (صلى الله عليه وآله) وهو كبير: «يتيم أبي طالب» (عليه السلام) لانه رباه بعد موت أبيه وفي الحديث: « تستأمر اليتمية في نفسها فإن سكتت فهو أدنها ».
اراد باليتيمة: البكر البالغة التي مات أبوها قبل بلوغها، فلزمها إسم يتيم، فدعيت به، وهي بالغة مجازاً.
سبب التسمية باليتيم
الذي يظهر مما يقوله أهل اللغة في هذا الصدد هو: أن التسمية بهذا الاسم منشأها... عدم الاعتناء الذي يلاقيه من فقد كفيله وهو بهذا السن من العمر حيث صرح بمثل ذلك من تضلع بتتبع هذا النوع من المصطلحات.
يقول المفضل: أصل اليتم الغفلة، وبه سمي اليتيم يتيماً لانه يتغافل عن بره.
أما أبو عمر فقال اليتم: الإبطال، ومنه أخذ اليتيم لأن البر يبطيء عنه. (لاحظ للموضوع من ناحيته اللغوية: لسان العرب/ مادة يتم. ومن الناحية الفقهية كافة المصادر الفقهية لجميع المذاهب).
اليتيم في الاسلام
لقد أولت الشريعة الاسلامية اليتيم عناية فائقة، وحثت على رعايته والمحافظة على أمواله، وحذرت من التجاوز على حقوقه.
ومن جهة أخرى فقد أهابت بالمحسنين أن يقوموا بتهذيبه وتأديبه كما يراعي الوالد أبنائه.
ولكن الملاحظ من المشرع أنه أكد بشكل ملحوظ على رعاية حقوقه المالية، ولربما كان هذا بشكل يفوق بقية الجهات المطلوبة في رعاية اليتيم وقد ظهر ذلك من الآيات الكريمة والاخبار الشريفة والتي تشكل بدورها مجموعة كبيرة تلفت نظر الباحثين.
ولا غرابة في هذا التأكيد المتواصل من الشريعة على هذه الجهة لو لاحظنا طبيعة القوم في أول الدعوة، والظروف المحيطة بالمنطقة العربية مما كان يستدعي هذا الحث، وهذا التأكيد.
لقد أطل الاسلام بنوره على الجزيرة العربية والقوم غارقون في ظلمات تقاليدهم الموحشة من الغزو، والنهب، وتقديم القوي على الضعيف ليكون هذا طعمة سائغة له فيرزح تحت الضغط الذي يواجهه من الطبقة المتجاوزة.
المنطقة المتكالبة لا عمل لها سوى الغزو، والنهب والحروب المستعرة تجرها النعرات القبلية لتعيش على أسمال الغنيمة المغتصبة ولذلك كان الضعيف طعمة للقوي فكيف باليتيم، والذي يأتي في الرعيل الاول من مسيرة الضعفاء والبائسين.
مجتمع قاس لا يرى كرامة الانسان مهما كانت شخصيته ما دام لا يتمكن من حفظ نفسه أمام تيارات القوة والتعدي.
مجتمع يضفي على نفسه شكل مرير من التقوقع القبلي فتتخذ كل قبيلة لها شاعراً يمجد بها، ويصوغ من غزوها، ونهبها درراً يشب الصغير على ترتيلها ليكبر، وتكبر معه روح التجاوز والانتقام.
في هذا الجو المليء بالشجون، والمآسي يقبع اليتيم يندب حظه العاثر ليخضع لتجاوز الاولياء، والاقوياء فلم يجد له من يمد له العون ليحفظ له حقوقه، ويراعي شؤونه، وقد بقي وحيداً في معركة الحياة ولكن الاسلام :
دين العدل، والمساواة، ومبدأ الرحمة، والعطف جاء ليأخذ بيد الضعفاء فيرفع بهم إلى المستوى الذي يجدون فيه حقوقهم كاملة غير منقوصة مهما كلف الثمن فالقوي عنده ضعيف حتى يأخذ منه الحق، والضعيف في نظره قوي حتى يأخذ له حقه.
بهذا المنطق القويم جاء الاسلام ليحل بين ظهراني تلك القبائل المتمردة على العرف الانساني لذلك لا نجد غرابة لو كانت حصة اليتيم وافرة في مقام التشريع فيلقى الاهمية البالغة من جانبه سواءاً في الكتاب المجيد، أو في السنة على لسان أمناء الوحي النبي الاكرم، وأهل بيته ومن تبعه على حق.
| |
|
fathyelsonbaty
المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 20/08/2008
| موضوع: رد: من هو اليتيم ؟ الخميس أغسطس 28, 2008 4:04 pm | |
| اخي الكريم اكثر الله من امثالك وجزاك الله خير | |
|